مكر الكرام
صفحة 1 من اصل 1
مكر الكرام
حلقة -1
كانت الساعة تقارب الخامسة صباحا َ بغرفة الطوارئ بالمستشفى الكبير في العاصمة , كان الدكتور احمد أستشاري الجراحة المناوب , يتأهب للمغادرة الى البيت بعد ليلة طويلة قضاها بين اهات المرضى وابتسامات العلاج.
أحمد الاب لثلاثة اطفال من زوجته الدكتور سناء التي تعمل معه في المستشفى نفسه في قسم النساء والولادة منذ فترة ليست بالقصيرة , كان طبيبا متميزا بحسن الخلق و طيب الذكر بين زملائه وزميلاته ممن يعملون معه في قسم الطوارئ. وكان يمتاز بقامة جسمانية طويلة ووجهه ابيض يلفه ذقن طويل ومهذب بشعر أسود خالطه بعض الفضة من شعر قد شاب قليلا.
إلتقط احمد هاتفه النقال من فوق مكتبه الصغير وهم بفسخ ردائه الابيض متأهبا للذهاب الى المنزل وعلى حين فجأة اتى النداء عن طريق مكبر الصوت " الدكتور أحمد . الرجاء التوجه الى قسم الطوارئ .. الدكتور احمد .. الرجاء التوجه الى قسم الطوارئ" كان هذا صوت سعد موظف الاستقبال في القسم نفسه. تعرف أحمد على الصوت دون شك ولكن الصوت كان مرتعبا قليلا وفيه من العجلة ما اثار قلق د.احمد.
وضع احمد الهاتف النقال وضحك من سذاجة تفكيره و على عزمه الذهاب والراحة في بيته حينها علم انه في صدد مهمة أخرى.
فورا توجه احمد الى غرفة استقبال الطورائ ليرى سيدة في الثلاثينات من العمر ممدة فوق نقالة الطورائ ولا يبدو منها أي حركة وحوله اجتمع حشد من الممرضات والاطباء المساعدين في محاولة جاهدة فيما يبدو لانقاذ حياتها.
وفور وصوله بداء د.أحمد يسمع تقرير الحالة من الطبيبة المساعدة "سيدة 32 سنة سقطت مغما عليها في المنزل واحضرها زوجها. التنفس منقطع , ضربات القلب متوقفة الحرارة 36 الضغط 40/80 منخفض أما الدم فالعينة تحت التحليل" "وحسب كلام الزوج فليس لديها تاريخ مرضي سوى معاناتها من دوخة متكررة في الايام الاخيرة".
على الفور تفحص د.أحمد المريضة عن كثب وعلى الفور اصدر تعليماته باعطائها حقن وريدية كارديوتونك 100 ملغ و500 ملغ من برونكو ديلوتر ونحتاج الى كارنيقراف على الفور وتجهيز غرفة العمليات"
سحب د.أحمد جهاز الصدمات الكهربائية ومد مقابس الجهاز الكهربائية على صدر المريضة وبدأ بالصراخ 200 جول وأرتفع جسد المرأة من فوق السرير من شدة الصدمة , ثم رفع المقابس عن جسدها .. ولكن القلب لا يستجيب ولازال ذلك الخط والطنين المستمر على جهاز مراقبة القلب يرفع من درجة حرارة الغرفة و حرارة د. أحمد.
إزداد قلق الدكتور احمد ونظر الى الممرضة وقال ارفعوا الى 350 جول , ومد مقابس الجهاز مرة أخرى واعطى لها الشحنة تحت عظمة الترقوة وعلى طرف القفص الصدري و اهتز جسد المرأة الملقى على السرير بشكل اقوى مما سبق ثم أعطاها راحة قصيرة قبل ان يعاود المحاولة التي كانت هي الاخيرة بالنسبة له قبل الوصول الى محاولات تدخل في ضرب المستحيلات.
لم يتغير الحال كثيرا وبداء احمد يفكر فيما يمكن اجراءه واعطى التعليمات لرفع قوة الصدمة الى 500 جول وبداء الاستعداد لاجراء اخر محاولة له قبل أن يعلن وفاة السيدة.
وهم بأن يضع مقابس الجهاز على صدرها مرة أخرى , فقط في تلك اللحظة .. سمع اجمل صوت يمكن ان يسمعه في هذه الحالة .. كان ذلك صوت جهاز مراقبة النبض الذي بدأ يعطي ذبذبات متقطعة (بيب ....... بيب ..... بيب) وبدأ الخط البياني بالتعرج على جهاز مراقبة القلب وأحس د. أحمد وفريقه بالامل يقترب في استرجاع المرأة من عداد الاموات لأول مرة منذ دخولها الى المستشفى قبل حوالي 50 دقيقة.
هنا امر د. أحمد بحقنة جديدة 50 ملغ من الزيلوكين وبادرت الممرضة الى اعطائها الحقنة وامر كذلك بتخطيط للقلب لرسم القلب واخذ عينة شريانية من الدم وتحليلها على الفور.
أستقرت حالة المرأة وعاد النبض اليها وكان وجهها قد بدأ العودة الى لون بين الاسود والاحمر وبدأت زرقة اطرافها بالاختفاء شيئا فشيأ عندها امر د. أحمد بنقلها لغرفة العناية الفائقة واستمرار الاكسجين واعطائها 100 كاردتونيك و10 ملغ من الزيلوكين لمدة 12 ساعة.
وتم نقل السيدة الى غرفة العناية المركزة وخرج د.أحمد الى حيث الزوج فصافحه وقال له: الحمدلله لقد عاد النبض الى العمل مرة اخرى لكن يبدو ان الحالة تحتاج الى العناية المركزة في الوقت الحالي وسأتواجد هنا حتى الاطمئنان عليها ان شاء الله. وطلب منه عدم القلق والذهاب لأخذ قسط من الراحة.
عاد د. أحمد ادراجه الى غرفة العناية المركزة حيث المريضة ليباشر الحالة ان استوجبت ولكنه وجدها لازالت الحالة مستقرة وان لم تستعد بعد وعيها فقد كانت في غيبوبة تامة ولا تستجيب الى أي مؤثر خارجي. وعلى الرغم من الاستقرار الا ان د. أحمد طلب استدعاء أستشاري القلب في المستشفى للحضور بأقصى سرعة.
كانت الساعة قد قاربت السادسة والنصف صباحا و د. أحمد يغالب النعاس حين فتح احدهم باب الغرفة.......
فاصل ونواصل
حلقة -2
تنبه أحمد الى الباب ونظر اليه وشيئا فشيأ اتسعت حدقات عينيه فقد فاجأه ما رأى
تقدمت اليه وقالت أنا الدكتورة حنان إستشارية القلب والاوعية الدموية في المستشفى وللاسف لم يسبق لنا اللقاء فلقد نقلت الى هنا منذ شهرين فقط.
فغر د.أحمد فاهه بدهشة فلقد كانت د. حنان بالكاد تجاوزت 26 سنة وأستغرب انها استشارية في مقتبل عمرها (هو نفسه لم يصبح ااستشاريا حتى بلغ 35 سنة من عمره بعد جهد جهيد) وما زاد استغرابه انها كانت على قدر كبير من الجمال.
قام د.أحمد ورحب بالدكتورة حنان وقال لها: متأسف لا ستدعائك في هذا الوقت ولكن اعتقد ان الحالة تستدعي وانتي خير من يشخص هذا الامر وكيف افضل الطرق للتعامل معها.
المريضة اصيبت بانخفاض حاد في ضغط الدم مما تسبب في نقص مفاجئ في الاكسجين الواصل الى المخ وجعلها تدخل في حالة اغماء اعتقد انها مؤقتة وأيضا توقف التنفس
ولله الحمد فقد استطعت استرجاعها باستخدام الصدمات الكربائيه حتى 350 جول وحقنتها حقن وريدية كارديوتونك 100 ملغ و500 ملغ من برونكو ديلوتر ويتم الان فحصها بالكارنيقراف بعد ان اخذت عينات تحليل الدم الشرياني اللازم واعتقد ان النتائج في الطريق الينا قريبا.
الان الحالة مستقرة وان لم تعد الى وعيها بعد ولكن التنفس يتم بمساعدة اجهزة الاوكسجين.
كانت د.حنان تستمع باهتمام وتركيز الى ما كان يقوله الدكتور احمد عن الحالة وذهنها يعمل بسرعة كبيرة محاولة استرجاع ما تعلمته ويقارب في وصفه ماذكره د. أحمد.
ذهبا سويا الى سرير المريضة في غرفة العناية المركزة وبادرت الدكتور حنان الى تفحص المريضة والسجلات الطبية التي على الملف المعلق على السرير. وتفحصت اطراف اصابعها العلوية والسفلية وشفاهها وبدأت تكتب ملاحظاتها.
كان د.أحمد ينظر اليها وهي ترفع يد المريضة وتضعها وترفع رجلها وتضعها وتفتح عيناها وتركز الضوء الى الحدقة للتأكد من أن المريضة على قيد الحياة لم تزل ولم يشاء د.أحمد ان يتدخل في عمل الدكتورة حنان ولكنه قال : تأكدي دكتورة حنان انها على قيد الحياة والا لما كنت استدعيك (مبديا عدم رضاه عن فحصها لحدقة العين الذي اجرته د. حنان)
د. حنان لقد مر علي يوم طويل وسأغادر الى البيت واتمنى لك حظا موفقا وللمريضة الشفاء العاجل على يديك. وبطبيعة الحال هناك د. سامر الطبيب المناوب في الطورائ في حال لزم الامر.
تبسمت د.حنان ابتسامة اعتذار له , وقالت : انا لا اقصد شيئا ولكني يجب ان أتاكد من كل شيء قبل مباشرتي لاي حالة ولا يعني استنقاصا من قدراتك د. أحمد ولا شكا وانما فقط عمل. وبالفعل فقد قمت بجهد عظيم اشكرك عليه في سبيل انقاذ هذه المريضة.
غادر احمد وتركها خلفه تواصل فحصها لتلك المريضة المسكينة وعلى عجل مر بمكتبه واخذ حاجيته وانطلق الى البيت الساعة 7:30 صباحا.
ركب سيارته الفارهة واعمل جهاز السي دي على موسيقى من البوم دي بريكر وعلى اغنية اتت مصادفة باسم هارتز سو فول (Hearts So Full ) وأنسابت الموسيقى على مسامعه عذبة كعذوبة ذاك الصباح الجميل حينما كانت الشمس تصارع غيوم شباط (فبراير) لتظهر وتدفئ الكون.
الجميع كانوا في عكس السير. كل يذهب الى عمله اما احمد .. فقد كان في عالم آخر مع تلك الموسيقى الحالمة وتلك الخيالات الخجلى التي تراءت بذهنه حين كانت د.حنان تتفحص المريضة.
وكأنه كان يمشي فوق السحاب ظهر له على حين غرة منزله المستأجر في المنطقة الراقية معلنا وصوله الى البيت وانقطاع تلك اللحظات الموسيقية الحالمة. وتذكر انه حتى الان ومع انه شارف على الاربعين الا انه لم يملك بيتا وان قضى عمره متنقلا بين بيوت ايجار اثقلت كاهله مع انه لم يكن فقيرا ولكن تلك هي حياة الاطباء لا وقت لديهم لغير العمل.
دلف أحمد الى منزله وكان ابنه فارس وابنته سمية يتأهبان للخروج الى المدرسة ومعهم زوجته د. سناء التي ايضا كانت في طريقها الى العيادات الخارجية في المستشفى. نظر اليهم وارسل لهم اجمل التحايا الصباحية ونظر الى زوجته بحنان بالغ وودعهم الى غرفته حيث بقى ابنه الرضيع عبدالاله.
فاصل ونواصل ,,,,
23 يوليو 2008 ,
كانت الساعة تقارب الخامسة صباحا َ بغرفة الطوارئ بالمستشفى الكبير في العاصمة , كان الدكتور احمد أستشاري الجراحة المناوب , يتأهب للمغادرة الى البيت بعد ليلة طويلة قضاها بين اهات المرضى وابتسامات العلاج.
أحمد الاب لثلاثة اطفال من زوجته الدكتور سناء التي تعمل معه في المستشفى نفسه في قسم النساء والولادة منذ فترة ليست بالقصيرة , كان طبيبا متميزا بحسن الخلق و طيب الذكر بين زملائه وزميلاته ممن يعملون معه في قسم الطوارئ. وكان يمتاز بقامة جسمانية طويلة ووجهه ابيض يلفه ذقن طويل ومهذب بشعر أسود خالطه بعض الفضة من شعر قد شاب قليلا.
إلتقط احمد هاتفه النقال من فوق مكتبه الصغير وهم بفسخ ردائه الابيض متأهبا للذهاب الى المنزل وعلى حين فجأة اتى النداء عن طريق مكبر الصوت " الدكتور أحمد . الرجاء التوجه الى قسم الطوارئ .. الدكتور احمد .. الرجاء التوجه الى قسم الطوارئ" كان هذا صوت سعد موظف الاستقبال في القسم نفسه. تعرف أحمد على الصوت دون شك ولكن الصوت كان مرتعبا قليلا وفيه من العجلة ما اثار قلق د.احمد.
وضع احمد الهاتف النقال وضحك من سذاجة تفكيره و على عزمه الذهاب والراحة في بيته حينها علم انه في صدد مهمة أخرى.
فورا توجه احمد الى غرفة استقبال الطورائ ليرى سيدة في الثلاثينات من العمر ممدة فوق نقالة الطورائ ولا يبدو منها أي حركة وحوله اجتمع حشد من الممرضات والاطباء المساعدين في محاولة جاهدة فيما يبدو لانقاذ حياتها.
وفور وصوله بداء د.أحمد يسمع تقرير الحالة من الطبيبة المساعدة "سيدة 32 سنة سقطت مغما عليها في المنزل واحضرها زوجها. التنفس منقطع , ضربات القلب متوقفة الحرارة 36 الضغط 40/80 منخفض أما الدم فالعينة تحت التحليل" "وحسب كلام الزوج فليس لديها تاريخ مرضي سوى معاناتها من دوخة متكررة في الايام الاخيرة".
على الفور تفحص د.أحمد المريضة عن كثب وعلى الفور اصدر تعليماته باعطائها حقن وريدية كارديوتونك 100 ملغ و500 ملغ من برونكو ديلوتر ونحتاج الى كارنيقراف على الفور وتجهيز غرفة العمليات"
سحب د.أحمد جهاز الصدمات الكهربائية ومد مقابس الجهاز الكهربائية على صدر المريضة وبدأ بالصراخ 200 جول وأرتفع جسد المرأة من فوق السرير من شدة الصدمة , ثم رفع المقابس عن جسدها .. ولكن القلب لا يستجيب ولازال ذلك الخط والطنين المستمر على جهاز مراقبة القلب يرفع من درجة حرارة الغرفة و حرارة د. أحمد.
إزداد قلق الدكتور احمد ونظر الى الممرضة وقال ارفعوا الى 350 جول , ومد مقابس الجهاز مرة أخرى واعطى لها الشحنة تحت عظمة الترقوة وعلى طرف القفص الصدري و اهتز جسد المرأة الملقى على السرير بشكل اقوى مما سبق ثم أعطاها راحة قصيرة قبل ان يعاود المحاولة التي كانت هي الاخيرة بالنسبة له قبل الوصول الى محاولات تدخل في ضرب المستحيلات.
لم يتغير الحال كثيرا وبداء احمد يفكر فيما يمكن اجراءه واعطى التعليمات لرفع قوة الصدمة الى 500 جول وبداء الاستعداد لاجراء اخر محاولة له قبل أن يعلن وفاة السيدة.
وهم بأن يضع مقابس الجهاز على صدرها مرة أخرى , فقط في تلك اللحظة .. سمع اجمل صوت يمكن ان يسمعه في هذه الحالة .. كان ذلك صوت جهاز مراقبة النبض الذي بدأ يعطي ذبذبات متقطعة (بيب ....... بيب ..... بيب) وبدأ الخط البياني بالتعرج على جهاز مراقبة القلب وأحس د. أحمد وفريقه بالامل يقترب في استرجاع المرأة من عداد الاموات لأول مرة منذ دخولها الى المستشفى قبل حوالي 50 دقيقة.
هنا امر د. أحمد بحقنة جديدة 50 ملغ من الزيلوكين وبادرت الممرضة الى اعطائها الحقنة وامر كذلك بتخطيط للقلب لرسم القلب واخذ عينة شريانية من الدم وتحليلها على الفور.
أستقرت حالة المرأة وعاد النبض اليها وكان وجهها قد بدأ العودة الى لون بين الاسود والاحمر وبدأت زرقة اطرافها بالاختفاء شيئا فشيأ عندها امر د. أحمد بنقلها لغرفة العناية الفائقة واستمرار الاكسجين واعطائها 100 كاردتونيك و10 ملغ من الزيلوكين لمدة 12 ساعة.
وتم نقل السيدة الى غرفة العناية المركزة وخرج د.أحمد الى حيث الزوج فصافحه وقال له: الحمدلله لقد عاد النبض الى العمل مرة اخرى لكن يبدو ان الحالة تحتاج الى العناية المركزة في الوقت الحالي وسأتواجد هنا حتى الاطمئنان عليها ان شاء الله. وطلب منه عدم القلق والذهاب لأخذ قسط من الراحة.
عاد د. أحمد ادراجه الى غرفة العناية المركزة حيث المريضة ليباشر الحالة ان استوجبت ولكنه وجدها لازالت الحالة مستقرة وان لم تستعد بعد وعيها فقد كانت في غيبوبة تامة ولا تستجيب الى أي مؤثر خارجي. وعلى الرغم من الاستقرار الا ان د. أحمد طلب استدعاء أستشاري القلب في المستشفى للحضور بأقصى سرعة.
كانت الساعة قد قاربت السادسة والنصف صباحا و د. أحمد يغالب النعاس حين فتح احدهم باب الغرفة.......
فاصل ونواصل
حلقة -2
تنبه أحمد الى الباب ونظر اليه وشيئا فشيأ اتسعت حدقات عينيه فقد فاجأه ما رأى
تقدمت اليه وقالت أنا الدكتورة حنان إستشارية القلب والاوعية الدموية في المستشفى وللاسف لم يسبق لنا اللقاء فلقد نقلت الى هنا منذ شهرين فقط.
فغر د.أحمد فاهه بدهشة فلقد كانت د. حنان بالكاد تجاوزت 26 سنة وأستغرب انها استشارية في مقتبل عمرها (هو نفسه لم يصبح ااستشاريا حتى بلغ 35 سنة من عمره بعد جهد جهيد) وما زاد استغرابه انها كانت على قدر كبير من الجمال.
قام د.أحمد ورحب بالدكتورة حنان وقال لها: متأسف لا ستدعائك في هذا الوقت ولكن اعتقد ان الحالة تستدعي وانتي خير من يشخص هذا الامر وكيف افضل الطرق للتعامل معها.
المريضة اصيبت بانخفاض حاد في ضغط الدم مما تسبب في نقص مفاجئ في الاكسجين الواصل الى المخ وجعلها تدخل في حالة اغماء اعتقد انها مؤقتة وأيضا توقف التنفس
ولله الحمد فقد استطعت استرجاعها باستخدام الصدمات الكربائيه حتى 350 جول وحقنتها حقن وريدية كارديوتونك 100 ملغ و500 ملغ من برونكو ديلوتر ويتم الان فحصها بالكارنيقراف بعد ان اخذت عينات تحليل الدم الشرياني اللازم واعتقد ان النتائج في الطريق الينا قريبا.
الان الحالة مستقرة وان لم تعد الى وعيها بعد ولكن التنفس يتم بمساعدة اجهزة الاوكسجين.
كانت د.حنان تستمع باهتمام وتركيز الى ما كان يقوله الدكتور احمد عن الحالة وذهنها يعمل بسرعة كبيرة محاولة استرجاع ما تعلمته ويقارب في وصفه ماذكره د. أحمد.
ذهبا سويا الى سرير المريضة في غرفة العناية المركزة وبادرت الدكتور حنان الى تفحص المريضة والسجلات الطبية التي على الملف المعلق على السرير. وتفحصت اطراف اصابعها العلوية والسفلية وشفاهها وبدأت تكتب ملاحظاتها.
كان د.أحمد ينظر اليها وهي ترفع يد المريضة وتضعها وترفع رجلها وتضعها وتفتح عيناها وتركز الضوء الى الحدقة للتأكد من أن المريضة على قيد الحياة لم تزل ولم يشاء د.أحمد ان يتدخل في عمل الدكتورة حنان ولكنه قال : تأكدي دكتورة حنان انها على قيد الحياة والا لما كنت استدعيك (مبديا عدم رضاه عن فحصها لحدقة العين الذي اجرته د. حنان)
د. حنان لقد مر علي يوم طويل وسأغادر الى البيت واتمنى لك حظا موفقا وللمريضة الشفاء العاجل على يديك. وبطبيعة الحال هناك د. سامر الطبيب المناوب في الطورائ في حال لزم الامر.
تبسمت د.حنان ابتسامة اعتذار له , وقالت : انا لا اقصد شيئا ولكني يجب ان أتاكد من كل شيء قبل مباشرتي لاي حالة ولا يعني استنقاصا من قدراتك د. أحمد ولا شكا وانما فقط عمل. وبالفعل فقد قمت بجهد عظيم اشكرك عليه في سبيل انقاذ هذه المريضة.
غادر احمد وتركها خلفه تواصل فحصها لتلك المريضة المسكينة وعلى عجل مر بمكتبه واخذ حاجيته وانطلق الى البيت الساعة 7:30 صباحا.
ركب سيارته الفارهة واعمل جهاز السي دي على موسيقى من البوم دي بريكر وعلى اغنية اتت مصادفة باسم هارتز سو فول (Hearts So Full ) وأنسابت الموسيقى على مسامعه عذبة كعذوبة ذاك الصباح الجميل حينما كانت الشمس تصارع غيوم شباط (فبراير) لتظهر وتدفئ الكون.
الجميع كانوا في عكس السير. كل يذهب الى عمله اما احمد .. فقد كان في عالم آخر مع تلك الموسيقى الحالمة وتلك الخيالات الخجلى التي تراءت بذهنه حين كانت د.حنان تتفحص المريضة.
وكأنه كان يمشي فوق السحاب ظهر له على حين غرة منزله المستأجر في المنطقة الراقية معلنا وصوله الى البيت وانقطاع تلك اللحظات الموسيقية الحالمة. وتذكر انه حتى الان ومع انه شارف على الاربعين الا انه لم يملك بيتا وان قضى عمره متنقلا بين بيوت ايجار اثقلت كاهله مع انه لم يكن فقيرا ولكن تلك هي حياة الاطباء لا وقت لديهم لغير العمل.
دلف أحمد الى منزله وكان ابنه فارس وابنته سمية يتأهبان للخروج الى المدرسة ومعهم زوجته د. سناء التي ايضا كانت في طريقها الى العيادات الخارجية في المستشفى. نظر اليهم وارسل لهم اجمل التحايا الصباحية ونظر الى زوجته بحنان بالغ وودعهم الى غرفته حيث بقى ابنه الرضيع عبدالاله.
فاصل ونواصل ,,,,
23 يوليو 2008 ,
ميدو11- نائب المدير
- عدد الرسائل : 120
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 31/05/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى