مكر الكرام 3

من طرف **ميدو11** الجمعة أكتوبر 03, 2008 6:15 pm

حلقة -3

أستفاق احمد من نومه العميق على صدى صراخ عبدالاله (أو عبودي كما يحلو له ان يسميه) كان عبودي "يرفس" في بطن احمد دون وعي فهو لم يتجاوز السنة الاولى بعد وعرف هنا د.أحمد ان مجالسة الاطفال (baby sitting) امر ليس بالهين.

نظر احمد الى عبودي بحنق مصطنع , واحس عبودي بأبيه , ومد يده ليلمس وجهه الكبير .. ويحك راحة يده الضئيلة في دقن احمد ويبتسم ابتسامة ملائكية اذهبت كل الغضب الذي حل بأحمد من ايقاضه دون اكتفاء من النوم.

ابتسم احمد وبداء يداعب صغيره عبودي بحنان الابوة تارة في وجنتيه وتارة في راحة يديه وتارة يخفي وجهه بين كفيه ويكشفه لعبودي الذي يغوص في ضحكة قوية ومسترسلة تذكر احمد بدعايات التلفزيون وتلك الضحكة الطفولية الرائعة.

قام احمد وحمل عبودي بين ذراعيه واتجه الى المطبخ حيث وجد قناني الحليب المغلية في اناء فوق سطح المطبخ واخذ الحليب وبداء بمهمة لكم يكرهها وهي تحضير الحليب . فمن الواضح ان الجوع ايقض عبودي من نومه.

اخذ الماء وسخنه ثم اخذ معلقة الحليب واخذ يكيل الحليب الى القنينة النظيفة قبل ان يسكب عليه الماء الدافء وعبودي متعلق في رقبته وقد اخذه الحبور ايما مأخذ.

جلس أحمد في صالة المنزل الفسيح وسحب روايته التي يقرأها منذ شهرين ولم يتح له انهائها (100 عام من العزلة للكاتب الارجنتيني الشهير) واعطى عبودي قنينة الحليب وبداء في نهم الرواية صفحة وراء صفحة.

سكن عبودي عن الحركة وهام احمد في الرواية حتى تنبه انه لم يعد يقرأها وانما زحف خياله الى ليلة البارحة والمريضة ود.حنان.

الحقيقة انه اعجب بالدكتورة حنان شكلا ومضمونا فعلى الرغم من تلك الحركة التي ضايقته منها عندما تفحصت عينا المريضة شكا في موتها, الا انه اعجب بدقتها في الفحص وبدأء يتذكر اناقة تلك المرأة الأخاذة.

تذكر معطفها الابيض والذي على الرغم من تكراره على جميع الاطباء والطبيبات الا انه كان مطرز في اماكن معينة (على الكم وعند جيب الصدر) بالاحرف الاولى من اسمها (ح م ) بلون زهري جميل وتذكر كم كان جميل ذلك الفستان التي ارتدته تحت المعطف بلونه الوردي المطرز بالورود البيضاء وتذكر الشال الابيض الذي لفت به حنان رأسها ووجهها مما اضفى عليها هيبة وجمال متكبر.

ولم يغب عن احمد تلك العينان الكبيرتان التي حواهما وجه د.حنان ولا تلك الوجنتين المشربتين بالحمرة والتي احاطت بفم صغير يكشف عن صفين من اللؤلؤ الناصع البياض.

ولم يدم خياله كثيرا قبل ان يتنبه أحمد الى صوت الباب وقد فتح على مصراعيه وتسابق فارس وسمية الى حضن ابيهم يقبلونه بحب وشوق الى لقياه فهم لم يروه منذ امس (سوا تلك العجالة) حين اقبل صباحا وهم في طريقهم الى المدرسة.

قال فارس "بابا .. بابا .. بابا" بانتظار ان يلتفت اليه احمد الذي كان مشغولا من عبودي وقنينة الحليب التي تستمر في السقوط واحمد يرفعها الى فيه مرة وراء مرة وعبودي مستمر بالضحك حيث انه يبدوا انه شبع واستمراء اللعب على ابيه "

كرر فارس ندائه لابيه "بابــــــا" بصوت عال فرد احمد " ماذا تريد يافارس اني اسمعك " قال فارس : ولكنك لا تنظر الي ! فرد عليه وهل انا اسمع بعيوني أنا اسمعك بأذني يا ذكي" قال له: يجب ان تنظر الي .

عجبا لامر هؤلاء الاطفال لا يكتفون بجزء من الاهتمام وانما كل الاهتمام ولا شيئ غير الكل .. وتذكر احمد نفس تلك الحركات مع والدته حين كان يحدثها وتنشغل عنه في مراعاة تنور الخبز قبل وصول ابيه من المحل وحين كان يسحب وجه والدته تجاهه رغما عنه فتشتاط غضبا.

أسترسل فارس " اليوم يابابا ذهبنا الى مصنع الحليب " وابدا احمد اهتماما مصطنعا قائلا: ماشاء الله وماذا شاهدتم هناك؟ قال فارس" شاهدت حلا لمشكلتك مع هذا العبودي وبدلا من كل ساعة تعمل له حليبا اشتر له من المصنع !!

تعجب احمد لنباهة فارس واثناء عليه بتفكيره ولكنه اوضح له ان عبودي صغير جدا على تلك العبوات وانه يحتاج الى حليب خاص

على طرف الصالة الفسيحة جلست سمية تنظر من بعيد الى احمد وفارس وهما يتجادلان وبدلع البنات الذي طالما احبه احمد بدأت بالبكاء المصطنع

ألتفت احمد نحوها " وليش الملكة تبكي .. عسى ما شر؟" قالت له انتم ما تعطوني وجه كل وقتك لعبودي وفارس وانا وش يعني ؟ بنت الشغالة ؟"

ضحك احمد ضحكة كبيرة متعجبا من طريقة سمية اللذيذة في جذب الانتباه وماهي الا لحظات واذا بأم فارس (د.سناء) تدخل الصالة .....

فاصل ونواصل

27 يوليو 2008
...... مكر الكرام 3 Sleep