مكر الكرام5

من طرف **ميدو11** الجمعة أكتوبر 03, 2008 6:17 pm

حلقة - 5

جلس د.أحمد في مكتبه الصغير داخل جناح الطوارئ في المستشفى العاصمي الكبير ومر عليه الوقت بطيئا وهو بين ملفات المرضى وزيارات المراجعين ودورات خفيفة على اسرة الجناح.

وأستمر د.أحمد في أستقبال الحالات الطارئة التي كانت في مجملها اعتيادية لا تتعدى حالات الحالات الباردة (cold cases ) وهي حالات يمكنها الانتظار وليس بها خطورة على حياة المرضى.

حالة واحدة استحقت اهتمام د.أحمد لمريضة في سنتها السابعة وكانت تعاني من صعوبة بالغة في التنفس جراء نزلة برد أثرت على الشعب الهوائية بسبب الجو التشريني البارد.

قام د. أحمد بأجراء الفحص الروتيني لتلك الطفلة الجميلة وامر بأجراء الاشعة للصدر ثم أمر بأعطائها حقنة وريدية 100 ملغ الكورتيزون كي يوقف التحسس الرئوي ثم حقنة من الفنتولين 10 ملغ ووضعها على المبخر الممزوج بالفنتولين لتوسعة الشعب الهوائية. وبداءت الطفلة بالتنفس بشكل طبيعي وامر بتكرار المبخر مرة كل ست ساعات لمدة 3 أيام في جناح الطوارئ.

ودخل أحمد الى مكتبه مرة أخرى ليجد هاتفه يرن في المكتب والممرضة تتحدث مع الطرف الاخر وتقول لقد حضر د. أحمد لحظة من فضلك !

أخذ د.أحمد السماعة وتحدث ليجد على الطرف الاخر د.حنان وهنا ارتسمت على محياه ابتسامة عريضة , وفرح انها لا يمكنها رؤيتها والا لاحتاج الى تفسيرها.

"د.أحمد وددت ان أشكرك على مجهوداتك الممتازة بخصوص المريضة ليلة أمس وأبلغك خبرين احدهما مفرح والاخر ليس مفرحا تماما

" لنبداء بالمفرح د.حنان إذا سمحتي"

أوكي المفرح ان المريضة أستعادت الوعي تماما و الحالة اصبحت واضحة بالنسبة لنا الان."

أما الغير مفرح فإن السيدة تعاني من ضعف في الصمام الابهري في القلب وهذا الضعف هو ما كان يضغط على القلب و جريان الدم ويسبب لها الدوخة بسبب نقص الدم الواصل الى الدماغ وايضا اجهاد القلب وحتى الغيبوبة المؤقتة وأنه يلزمنا اجراء عملية ترميم للصمام على وجه السرعة."

" الخبر ليس سيئ تماما د.حنان فالعملية اجراء متبع في مثل هذه الحالات وانتي ماشاء الله مؤهلة لها"

ليست هنا المشكلة د.أحمد .. المشكلة انه لا يوجد جراحين في المستشفى فالدكتور سعد في إجازة والدكتورة فاطمة على وجه ولادة ولم يبقى لي غيرك انت لتساعدني في هذه العملية.

د.حنان أنا تحت أمرك متى أردت ! متى تنوين العملية قالت له " الليلة" وللعلم فقد جهزت مسرح العمليات وفريقها الطبي في أنتظار قدومكم الميمون.

تفاجاء د.أحمد بشكل واضح ولكنه قال فليكن كذلك سأتوجه حالا الى غرفة العمليات" وقبل ان يغلق الهاتف سمع صوت د.حنان

د.أحمد أعلم انه ليس من المناسب عمليا أن اكون انا في قيادة الفريق الذي يضم أستشاري مثلك ولتعلم د. أحمد اني اقدر لك هذا التواضع وهذه الاريحية في العمل الاحترافي وأعلم د.أحمد انك تستطيع الرفض ولهذا فأنا مدينة لك وتستطيع استردادها متى شئت في عملية من عملياتك او اي مجهود طبي أخر.

د.حنان لا تقلقي من هذه الناحية فيكفيني شرفا ان أساعد في انقاذ حياة مريض بغض النظر عن كل شيئ أما من ناحية أنك مدينة لي فذلك أمر ينظرفيه ويفاد بشأنه.

إلى اللقاء.

إلى اللقاء د.أحمد

حقيقة الامر ان احمد كان يتمنى رؤية د.حنان مرة أخرى وإن بظروف أحسن ولكن .. تلك هي الحياة

وصل احمد الى مسرح العمليات ووجد د. حنان وباقي الفريق الطبي دكتور التخدير وممرضة التخدير ودكتور الانعاش وممرضة ودكتور بنك الدم وممرض البنك وأكتمل الفريق بوصول دكتور الجراحة د. أحمد.

كان المشهد مهيبا فالجميع يرتدون تلك الارواب الخضراء وكمامات الوجه البيضاء ولم يظهر منهم سوى أعين الكثير منهم من خلف نظارات طبية مختلفة الاحجام والالوان. بعضها حقيقة مثير للضحك ولكن ...

وبعد اجتماع العملية التحضيري بدأت الاحداث تتوالى والدكتورة حنان تصدر تعليماتها الى طبيب التخدير لاجراء الاختبارات اللازمة قبل أن يباشر الدكتور أحمد في أجراء القطع المناسب للدكتورة حنان لكي تقوم بمهمتها والتعامل مع هذا الصمام العنيد.

لاحظ د. أحمد ان حنان بدأت بقرأة وردها بصوت منخفض وقالت بصوت عالي بسم الله نبداء

أحد القرارات التي بحثت اثناء التحضير للعملية كان أن تجرى العملية على طريقة د.ديفيد وهي طريقة تتم بواسطة المنظار عن طريق الصدر وذلك بسبب يفاعة سن المريضة وايضا سهولة الوصول الى الصمام المطلوب الابهري.

هنا بداء الدكتور أحمد بعمله وفتح الجرح اللازم وبدأت من بعده الدكتورة حنان بإدخال المنظار وأستمرت العملية نحو ترميم الصمام لمدة سبع ساعات كان فيه الكثير من الحركة والمتابعة والصراخ والارقام التي كانت تنبيء عن سير العملية مثل ارقام الضغط و ونسبة الاكسجين في الدم والتخثر وووو

كانت العملية على عدة مراحل كان د. أحمد يمهد الطريق في كل مرحلة لتأتي د.حنان وتقوم بعملها الاحترافي بمهارة اثارت اعجاب كل الفريق الطبي وأولهم أحمد.

كان د.احمد بين الفينة والفينة يختلس نظرة اعجاب نحو تلك الاصابع الجميلة الماهرة التي كانت تقوم بعمل رائع وكأنما قامت بها مئات المرات قبل هذه المرة. ثم ترتقي نظراته الى وجهها وجبينها المتعرق جراء الجهد والتركيز. في أحد هذه النظرات التقت عيناهما ولأول مرة منذ حضر الى مسرح العمليات.

وماهي الا دقائق بعد ان اتمت د.حنان عملها على ذلك القلب المريض . حتى بداء د.احمد بخياطة الجرح وتضميده واعادة الاجهزة الى خارج جسم المريضة , والفريق كله مشغول بمتابعة تطور انتهاء العملية واستقرار حالة المريضة والتي غابت في ركن ما من ذاكرتها تحت تأثير المخدر.

رفع احمد نظره وهو يقارب على الانتهاء من عمله ليلحظ د.حنان وهي تنظر اليه بنظرة لم يستطع تفسير كنهها لكن تلك النظرة اسعدته فقد احس بها تقول له شكرا.

بعد الانتهاء من العملية خرج الجميع وبداء طبيب الانعاش بعمله قبل اعادة المريضة الى غرفتها في جناح امراض القلب.

كان الدكتور أحمد قد قارب على الانتهاء من الدوام فقد أصبحت الساعة حوالي الرابعة صباحا وهنا عرض على د.حنان اذا كانت تود ان يوصلها الى منزلها في هذا الوقت المتأخر !!!!

فاصل ونواصل ........ مكر الكرام5 Sleep