مكر الكرام9
صفحة 1 من اصل 1
مكر الكرام9
حلقة –9 (الاخيرة)
جلست سناء الى احمد في ليلتها الاخيرة في بيت الايجار وقبل الانتقال الى القصر الجديد .. وكالعادة بادرت المرأة الحديدية الى الكلام.
أحمد
هل تحبني ؟
بالتأكيد سناء انتي حبي الاول وهذا لن يتغير . احمد جلس يفكر في سبب مثل هذا السؤال وهل هي غيرة النساء فقط ام ان وراء الاكمة ما وراءها
لم يلبث الا قليلا قبل ان ترد سناء
أريدك ان تثبت لي انك فعلا تحبني واني حبك الاول وعلى رأي الشاعر
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى * مالحب الا للحبيب الاول
كم منزل في الارض يعشقه الفتى * وحنينه دوما لاول منزل
وكيف اثبت لك ؟ سناء ! تبدين غريبة اليوم يا حبيبتي !
ماذا تقصد؟
أقصد ان شعرك اجمل .. عيناك اجمل .. وقوامك اجمل ..
هنا كان احمد يتوقع ان ذلك ما تود ان تسمعه ليثبت لها حبه ولكنها كانت تنظر الى ابعد من ذلك
قالت: شكرا على مجاملاتك احمد ولكني اريد اثباتا قاطعا لا يرقى اليه الشك اني حبيبتك الاولى .... والاخيرة ! وكأنما كانت تضغط على أسنانها عندما قالت كلمتها "الاخيرة"
ماذا تقصدين سناء ! أرجوك افصحي ! كيف لي ان اثبت ما قر في القلب وملك العقل واللب ؟ كيف؟
قالت اريد ان ننتقل الى المنزل الجديد بسرعة !
قال لها : غالي والطلب رخيص !
وأردفت : لوحدنا ! انا وانت وابنائك فقط !
ماهذا الهراء يا سناء كأني بك تقولين ان اطلق حنان ؟
قالت اما ان تطلقني او تطلق حنان ! الخيار لك.
ولكن ماذا حدث ؟
صرخ احمد في وجه سناء واردف "وما الداعي الى ذلك؟ هل تشاجرتما؟ هل تنافستما ؟ هل اخطئت في حقك لحسابها ؟ ماذا حدث ؟
قالت له: لا لم يحدث اي من ذلك كله ولكني وصلت الى قناعة انه لا يمكن ان نستمر بهذا الشكل وهذا الوضع. فأنا وأنت ابناء قبيلة واحدة وكذلك ابنائك الاربعة لكن حنان لا تنتمي.
ففي قادم الايام سنكبر وسنختلط رغما عنا بقبيلتنا ولن يرضوا بهذا الزواج الغير طبيعي وهذا النسب فهي حضرية ونحن بدو.
وبدأت تكيل من الاعذار والاسباب التي جعلت رأس أحمد يبترم كما لعبة الاطفال التي كان يرسلها الى الاض بعد ان يلفها بخيط فتدور وتدور على سن ثبت في اسفل اللعبة الدائرية حتى تسقط بعد انتهاء الدوران.
أسقط في يدي أحمد فيبدو ان سناء في رأسها لعبة كبيرة ستذهب ضحيتها حنان. وفي حقيقة الامر فإنه لو أضطر الى الخيار فلن يكون بإمكانه مخالفة ابيه وعمه والدي أحمد وسناء.
وذهب احمد في غفلة على أزيز هذه القنبلة التي فجرتها سناء كما هي عادتها طوال زواجها به.
وغاب في تفكير وسرحان لم يحدث له منذ ان عرضت عليه زواجه من حنان قبل ثلاث سنين وقبل بنائهم للقصر الكبير بيت العمر باموال الثلاثة احمد وسناء وحنان.
وتظاهر بالنوم مع انه لم تغمض عينه لحظة يفكر فيما عساه ان يفعل.
في الصباح الباكر .. توجه احمد الى غرفة حنان ووجدها ملتوية على طفلها محمد وقال لها يجب ان نذهب سويا هذا الصباح فاجمعي بعض الاغراض لكِ ولمحمد ولننطلق.
الى اين يا احمد ؟
سأسافر لمدة أسبوع ويجب ان اذهب بك الى بيت أبيك حتى أرجع.
ولماذا لا نجلس انا وسناء ؟
قال لها بعد ان اذهب بك سأذهب بسناء ايضا الى القرية ولن يبقى احد هنا لاني سأسلم البيت لصاحبه. أستسلمت حنان للامر الواقع ومضت تلملم اغراضها استعدادا للرحيل.
عند منزل أباها , ادخل احمد شنطتها الى المنزل وتقدمها بخطى حثيثة الى حيث وجد اباها يرتشف القهوة الصباحية ويطالع الجرائد اليومية على انغام العصافير في حديقة المنزل.
سلمت حنان على أبيه الذي ارتسمت عليه اثار الدهشة ودلفت الى المنزل ومعها حمودي (محمد) .. واقترب أحمد لوالدها وسلم عليه وقال له:
يؤسفني يا عمي ان اعيد ابنتك اليك فلقد طاب خاطري منها واستحالت العيشة معها. ويعلم الله اني لا اعيدها لعيب فيها او لذنب اقترفته ولكنه قدر الله علي وعليها.
اما بالنسبة لحمودي فيستطيع البقاء معها ان هي ارادت أو ان اخذه معي ان ارادت.
أبنتك طالق طالق طالق.
واقفل راجعا الى سيارته وانطلق مخلفا ورائه اعظم المصائب على تلك المرأة التي اعطته حبا بلا حدود ومالا بلا حدود واخلاصا بلا حدود
بهت والد حنان وعقدت الدهشة لسانه ولم يجد ما يردده سوى
إنا الى الله وانا اليه راجعون
وتذكر قول الشاعر
صلى المصلي لأمر كان يطلبه * فلما انقضى الامر لا صلى ولا صام
وانتهت السالفة بحمدالله.
ملاحظة القصة احداثها الاساسية من الواقع المرير مع تغيير في الاحداث والاسماء والاماكن .. أشكركم على حسن المتابعة[img:f9a9]http://www.khwater.com/vb/images/smilies/36_3_11[1].gif[/img:f9a9]
ميدو11- نائب المدير
- عدد الرسائل : 120
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 31/05/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى