منتديات غزة الحرة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

غزوة بدر الكبرى

اذهب الى الأسفل

غزوة بدر الكبرى Empty غزوة بدر الكبرى

مُساهمة من طرف ميدو11 الجمعة أكتوبر 03, 2008 6:26 pm

غزوة بدر الكبرى

معركة بدر الكبرى وقعت في صبيحة يوم الجمعة السابع عشر من شهر رمضان في السنة الثانية من الهجرة.. قال رب العزة والجلال في شأنها: ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون(آية 123 آل عمران).
وفي هذه الغزوة وغيرها لجأ رسول الله { إلى الله تعالى داعياً: "اللهم هذه قريش قد أقبلت بخيلائها وفخرها تحادُّك وتكذب رسولك، اللهم فنصرك الذي وعدتني.. اللهم ٌإن تهلك هذه العصابة اليوم لا تُعبد..".

ولقد قاتل المسلمون في معركة بدر قتالاً رائعاً يميزه الصدق والإخلاص والحرص على الموت في سبيل الله تعالى، ولقد علم الله منهم هذا، فساندهم وثبتهم وشد عزائمهم وأمدهم بملائكته.. قال تعالى: إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان(آية 12، الأنفال).

وكان شعار الصحابة يوم بدر: أحَدٌ.. أحَدٌ، وتسابق الصحابة إلى الموت رجاء أن يدخلوا الجنة، حتى إن عمير بن الحمام استطال المدة، التي يستغرقها أكل عدة تمرات، فألقاها من يده وقاتلهم حتى قُتل.. فَعَن أنس } قال: انطلق رسول الله { وأصحابه حتى سبقوا المشركين إلى بدر، وجاء المشركون فقال رسول الله {: "لا يقدمن أحدٌ منكم إلى شيءٍ حتى أكون أنا دونه".. فدنا المشركون فقال {: "قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض".. قال عمير بن الحمام الأنصاري: يا رسول الله! جنة عرضها السموات والأرض؟ قال: نعم، قال: بخ بخ(بخٍ بخٍ: كلمة تقال لتعظيم الأمر والتعجب منه). فقال رسول الله {: ما يحملك على قولك بخٍ بخٍ؟ قال: لا والله يا رسول الله إلا رجاءة أن أكون من أهلها. قال: فإنك من أهلها.. فأخرج تمرات من قرنه(القرن: جعبة النشاب)، فجعل يأكل منهن ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه. إنها لحياة طويلة، فرمى بما كان معه من التمر، ثم قاتلهم حتى قُتل(رواه مسلم).
وذكر ابنُ جرير أنه كان يقول:

ركضاً(الركض: العدو) إلى الله بغير زاد
إلا التقى وعمل المعاد
والصبر في الله على الجهاد
وكل زاد عرضة النفاد
غير التقى والبر والرشاد

لقد كان يوم بدر يوم القصاص الذي تجلى فيه عدل الله تعالى وقصاصه للمؤمنين الأولين من المشركين الظالمين الذين ساموا الكثير منهم سوء العذاب.
قال تعالى: وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد(آية 102 هود). فهذا أمية بن خلف الذي صاح بلالٌ في وجهه قائلاً: "أمية بن خلف رأس الكفر والضلالة لا نجوت إن نجا".. وهذا عقبة بن معيط، وأبو جهل والنضر بن الحارث وغيرهم من أئمة الكفر والضلالة.. وكانت نهايتهم في بدر عبرة وعظة لكل ظالم تحدثه نفسه بالوقوف في سبيل الحق والعدل.
والمسلمون حينما يتحدثون عن غزوة بدر، لا يتحدثون من حيث نوعية السلاح وكفاءة الأسلحة، ولا من حيث العدد والعدة، ولكن الحديث عن معركة بدر كآية من آيات الله تعالى تقرر حقيقة كونية وسنة إلهية هي أن الصراع بين الحق والباطل صراع موصول وأن الحق مهما قل أتباعه وضعف أشياعه فإن الغلبة له في النهاية، وأن الباطل مهما امتد باعه وكثر أشياعه فإن الحق دامغه ومنتصر عليه لا محالة.
وقد قرر القرآن الكريم هذه الحقيقة في قوله تعالى: قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين والله يؤيد بنصره من يشاء إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار(آية 13 آل عمران).


فتح مكة المكرمة

في اليوم العشرين من شهر رمضان المبارك من السنة الثامنة للهجرة، كان فتح مكة المكرمة الذي عز به الإسلام، وارتفعت كلمة الإيمان، ونزل فيه قوله عز وجل: إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا(سورة النصر).

وكان فتح مكة هو الأمنية الكبرى للرسول { لما يترتب عليه من أثر بالغ في حياة الدعوة، فلئن كان النصر في معركة بدر الكبرى تأسيساً لبناء الدولة الإسلامية الفتية، فلقد كان فتح مكة بناء لصرح العقيدة الإسلامية.. ولئن قضى في ساحة بدر على رؤوس الشرك وعبادة الأصنام، فقد قضى في الكعبة والبيت العتيق على الأصنام التي كان يعبدها هؤلاء الطواغيت.. وبهذا الفتح المبين حقق الله تعالى لرسوله { وعده الكريم حيث أنزل عليه ب "الجحفة" وهو مهاجر قوله تعالى: إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد(آية 85 القصص).
دخل الرسول { مكة المكرمة تالياً قوله تعالى: وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا(آية 81 الإسراء).
وطهر الكعبة المشرفة من دنس الوثنية والشرك.. ووقف { على باب الكعبة قائلا: "لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده".. تالياً قوله تعالى: يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم(آية 13 الحجرات).. ثم قال: يا معشر قريش: ماذا تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا خيراً أخ كريم وابن أخ كريم.. فقال { اذهبوا فأنتم الطلقاء.. لقد نزل هذا العفو الكريم برداً وسلاماً على تلك القلوب القاسية، والتي طالما اضطرمت بالعداوة لهذه النفس الخيرة، وطالما أعماها الحقد عن مجاوبة هذا القلب الرحيم، فقد ظل رسول الله { نيفاً وعشرين عاماً ينشد الخير لهؤلاء الناس، ويحاول بكل وسيلة أن يوجههم إليه، ولكنهم عموا وصموا وبادلوه عداوة بمودة وإساءة بإحسان، وكذبوه وقاطعوه، وأخرجوه وحاربوه، وألبوا عليه وظلوا دهرهم يتربصون به الدوائر، ويتحينون فيه الفرص، فلما أظهره الله عليهم وأمكنه من رقابهم نسي كل ما سلف من مساءاتهم وعداوتهم وكافأهم بالصفح الجميل، والعفو الشامل، فأية نفس عظيمة هذه النفس! إنها نفس الرسول الكريم { الذي لم يكن يضمر قط إلا الخير، ولم يكن يبغي إلا الصلاح.. والذي لم يكن قط جباراً ولا ظالماً ولا منتقماً لنفسه.. قال تعالى: لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريض عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم(آية 128 التوبة).


----------------------------------------------------

شكري وتقديري للجميع
ميدو11
ميدو11
نائب المدير
نائب المدير

عدد الرسائل : 120
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 31/05/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى