منتديات غزة الحرة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

هدف مصري في مرمى المتحاورين الفلسطينيين

اذهب الى الأسفل

هدف مصري في مرمى المتحاورين الفلسطينيين Empty هدف مصري في مرمى المتحاورين الفلسطينيين

مُساهمة من طرف ميدو11 الإثنين أكتوبر 13, 2008 5:05 pm

مصلحة مصرية عليا وقفت وراء الجهد الخارق الذي أسفر عن التهدئة في قطاع غزة بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، فلم يكن التدخل المصري قرين الحدود الجغرافيةفقط، متجاهلاً العمق التاريخي، والديني، والقومي، والوجداني، بين مصر العربية وفلسطين العربية، كانت التهدئة التقاء مصالح إسرائيلية، ومصرية، وفلسطينية، وإن كان لكل من إسرائيل، والمقاومة حساباته الخاصة، وتقديراته للمرحلة القادمة، إلا أن لمصر رؤيتها، واعتباراتها للتهدئة كمقدمة لبدء الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني، وفك الحصار عن قطاع غزة. لجأت مصر إلى أسلوب الحوار الثنائي مع فصائل المقاومة، قبل أن تبلور صيغة توافقية للتهدئة، ترضى جميع التنظيمات، وترضي إسرائيل، وهي تلجأ إلى الأسلوب نفسه في اللقاء، والتحاور مع التنظيمات بشكل ثنائي قبل أن تبلور موقفاً من المصالحة الفلسطينية، يعتمد على رؤى جميع التنظيمات، فهل ستنجح القاهرة مرتين باستخدام نفس الأسلوب؟ لقد أنجحت جميع الفصائل الفلسطينية القاهرة لأن المصلحة الوطنية العليا لم تتعارض مع المصالح التنظيمية، فالتقت على التهدئة التنظيمات الكبيرة المتواجدة فعلياً على الأرض مع التنظيمات غير المتواجدة على الأرض، وكان اصطفاف الجميع في خندق واحد ضد إسرائيل، ولمصلحة الوطن، ولأن التهدئة لا تعود على تلك التنظيمات الصغيرة بالخسارة، ولكن الحوار الداخلي الفلسطيني فيه ربح وخسارة لكاف التنظيمات، ومنها الغائبة عن ساحة الفعل، ولاسيما أن الحوار لا يقف عند حدود المصالحة، والخروج من حالة الانقسام، وإنما فيه بارقة أمل للشراكة، وإعادة تثبيت الحضور التنظيمي الغائب في القرار الفلسطيني، وفيه العودة إلى الحصص التنظيمية، فإذا كانت المصلحة العامة قد قضت بالتوحد أمام إسرائيل لمصلحة الوطن في حالة التهدئة، فإن مصالح التنظيمات الغائبة تقضي بالتنبه لمصالحها الحزبية، وتأكيد حضورها التنظيمي، واستنشاق أكسير الحياة لمجرد المشاركة في الحوار. هذه الإشارة لا تعني الاستخفاف بالتنظيمات غير الفاعلة، وإنما تعنى ضرورة عدم إعطائها حجماً أكبر من حضورها على الأرض لدى بلورة وجهة نظر عربية لتحقيق المصالحة، وقد كانت مشاركة التنظيمات الغائبة في الحوار نقطة خلاف بين "حماس" و"فتح"، فمنطق حماس كان، ومازال يقول بضرورة أن يكون الحوار بين تنظيمي فتح، وحماس، على اعتبار أنهما التنظيمان الأكبر في الساحة وفق نتائج انتخابات التشريعي، وهما طرفا الخلاف الأبرز الذي جرى بينما تسليم السلطة، وتسلمها، وهما التنظيمان اللذان جرت بينهما الدماء، وكلا التنظيمين الكبيرين لهما أنصار داخل الساحة التنظيمية، وبالتالي فإن حضور بعض التنظيمات الغائبة، لا يهدف إلى إنجاح الحوار بقدر ما يخدم رؤية الانتفاع لدى بعضها، ولدى من وظفها، في حين كان منطق "فتح" وما زال يقوم على التحاور بين كل التنظيمات الفلسطينية كجبهة واحدة مع حماس، وتحت غطاء منظمة التحرير، ولاسيما أن تلك التنظيمات تلتقي مع فتح في الإطار الوطني العام، وليست بعيدة في مواقفها عن موقف فتح، وتتلقى مساعدات شهرية من السلطة الفلسطينية، وبالتالي فإن حضورها الاسمي يؤلف حول تنظيم فتح موقفاً تنظيمياً عاماً يحرج حماس، ويظهرها بمظهر المنعزل في الساحة الفلسطينية. لما سبق، ليس سيئاً أن تسمع القاهرة من كل التنظيمات الفلسطينية، ومن غيرها، ولكن القاهرة ستسمع اللغة ذاتها، والخشية أن يؤثر السمع على الروية المصرية في كيفية إنهاء الانقسام، وعلى موقفها اللاحق، وتقع في خطأ التقدير، والاستنتاج، والقرار، ولا أحسب أن هدف القاهرة في تحقيق المصالحة الجدية التي تخدم مصالحها الإستراتيجية، كما تخدم مصالح الفلسطينيين، يقوم على تحميل مسئولية فشل الحوار لجهة فلسطينية بعينها، وإعلان بيان فشل مسبب، فذلك له انعكاساته السلبية على الساحة الفلسطينية، وعل القاهرة راعية الحوار، وعلى مجمل العواصم العربية التي تهتم بإنجاح الحوار الفلسطيني. على القاهرة بحكم موقعها المادي، والمعنوي في نفوس الفلسطينيين النجاح، وللنجاح معالم ودلالات تظهر من التنبه لما هو قائم على الأرض الفلسطينية، والذي لا يمكن القفز عنه، وتجاهله، رغم مخالفة هذا الواقع لأصحاب الهوى من بعض الساسة الفلسطينيين، وبعض مسئولي التنظيمات، وبعض كتّاب الرأي الذين أغمضوا أعينهم، ولم يروا إلا ما يحسبونه الحقيقة، والواقع يقول: أن حماس سادرة في بسط سيطرتها المطلقة على كل مناحي الحياة في غزة، ووطدت سلطتها، دون أن تعير انتباهاً لأحد، وتعمل على تثبيت تجربتها، ونقلها إلى الضفة الغربية إن مكنتها فرصة من ذلك، أي أنها تصنع الحدث، في حين ليس أمام السلطة في رام الله ممثلة لكافة التنظيمات المنضوية تحت جناحها غير الانتظار، والترقب، والتهديد غير القابل للتنفيذ، وهذه نقطة يتوجب على راعي الحوار أن يأخذها بعين الاعتبار كي ينجح في مسعاه، فلا يعقل أن يطرح قبل بدئ الحوار مقولة: عودة الأمور في غزة إلى ما كانت عليه قبل الانقسام، وقد أضحى من المستحيل العودة إلى الماضي، فما ذهب لن يعود، ولقطع الطريق على حماس من هذه الزاوية، يجب أن يطرح من البداية: تطوير آلية عمل السلطة الواحدة في غزة، والضفة الغربية بشكل أفضل مما كانت عليه سابقاً، وإلا ناقض الساسة من جميع التنظيمات تصريحاتهم العلنية عن مساوئ المرحلة السابقة، والتي استوجبت جلسات حوار، واتفاقات في القاهرة، ومكة قبل أن يحدث الانقسام. ولا أخال مصر لا تلم بدقائق التفاصيل عن الساحة الفلسطينية، وأن لدى الفلسطينيين برنامجين سياسيين مختلفين؛ برنامج التنظيمات المؤيدة السلطة، أنصار اتفاقية أوسلو، والتي لا ترى غير التفاوض طريقاً، وبرنامج حماس، وأنصارها من أصحاب خط المقاومة، والرافضين لمنهاج التفاوض مع إسرائيل إلى أبعد من حدود التهدئة، إن الرؤيا المتباينة لحل الصراع مع إسرائيل من وجهة نظر حماس، والجهاد الإسلامي، وحل النزاع مع إسرائيل من وجهة نظر السلطة، يؤدي إلى تحالفات محلية، وإقليمية متعارضة، أحدهما يتجه غرباً، والآخر يتجه شرقاً، ولقطع الطريق على حماس، يتوجب التوصل إلى قاسم مشترك سياسي فلسطيني يأخذ بعين الاعتبار فشل تجربة التفاوض لمدة خمسة عشر عاماً مع إسرائيل، دون تحقيق أي مكسب سياسي، إن زحزحة المواقف السياسية بعيداً عن المفاوضات العبثية، يشكل سهم اختراق لتصلب حماس في قضايا أخرى مثل: تبكير موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية. ثم، أن الموافقة المبكرة، والعمل الجدي على الإصلاح الإداري، والتنظيمي لكل مؤسسات السلطة الفلسطينية، ومنظمة التحرير الفلسطينية، فيه مصلحة الوطن، ويتجاوب مع مطالب حماس، وغيرها من التنظيمات الفلسطينية، والجمهور في هذا المجال، إن الشروع في الإصلاح يسحب البساط من تحت أقدام حماس، ويجردها من أهم ذرائع التمسك بالسلطة في قطاع غزة، ففي تحقيق الإصلاح الذي تنشده حماس يتم قطع الطريق على برنامجها الانتخابي الذي فوّزها في الانتخابات التشريعية. ترى، هل ستنجح القاهرة في قطع الطريق على حماس، والضغط للتقدم خطوة إلى الأمام في البرنامج السياسي، والإصلاح التنظيمي، وتسجيل هدفٍ لصالح مصر، ولصالح الشعب الفلسطيني، ولصالح العرب في مرمى المتحاورين؟. أليس الاتفاق على ما ينفع الشعب الفلسطيني، أفضل ألف مرة من تحميل المسئولية، والاتهام بالفشل، ومن ثم القطيعة؟ أعان الله القاهرة، وأنقذ الفلسطينيين من سطوة المناحرة، ومن السيوف الغادرة
ميدو11
ميدو11
نائب المدير
نائب المدير

عدد الرسائل : 120
العمر : 38
تاريخ التسجيل : 31/05/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى